كيف للبيانات أن تلعب دورا في مواجهة التحديات المناخية؟
سؤالُ ازداد تداوله مؤخرا بسبب اقتران مصطلحات البيانات وعلومها بالاستدامة ومختلف مجالاتها مع مراعاة تداخلاتها واختلافها، وبشكل خاص في كيفية مواجهة التحديات المناخية على هذه المجالات.
بشكل اساسي ولاشك فيه ان للبيانات ونظم ادارتها الرشيقة دورا اساسيا ومفصليا في تسريع حلول مواجهة التحديات المناخية، والتوجه نحو الاستدامة في مختلف القطاعات، لكن في هذا المجال تحديدا لايمكن التعامل بشكل تقليدي، او بالارتكاز الى معرفة نتبناها منذ عقود، وانما العمل على فهم طبيعة هذه البيانات حسب كل مجال على حدى، وابتكار قواعد بيانات ذات علاقات مترابطة في مختلف المجالات، وليس الاكتفاء في جداول تحتوي بعض البيانات المجتزئة، وتحوليها الى قواعد بيانات، فاذا اردنا تبني حلول البيانات في التوجه نحو الاستدامة ومواجهة التغيرات المناخيه علينا البحث اولاً عن مدى جودة البيانات التي نملكها بشكل تقليدي في مختلف مؤسساتنا الرسمية والخاصة، وصلاحيات الوصول إليها وحوكمتها، ولا أنكر الجهود المبذولة مؤخرا في حوكمة البيانات في الاردن واطلاق السياسات والانظمة التي تحكم عملية ادارة البيانات، حتى الان ليست من منطلق الاستدامة لكنها حجر اساس للتوجه نحو تطوير الانظمة التي تحكم علمية ادارة البيانات محليا في مختلف المجالات.
وبشكل بسيط فإن البيانات ذات الجودة العالية تؤثر بشكل مباشر في مواجهة التحديات المناخية من خلال سبعة نقاط اساسيه، ساذكر امثلتها على قطاع الزراعة تحديدا:
تحسين ادارة الموارد
فمثلا في قطاع الزراعة الذكية تساعد البيانات في تتبع استهلاك المياه، استخدام الأسمدة، واحتياجات المحاصيل بدقة أكبر، مما يساهم في تقليل الهدر وتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية.
التنبؤ بالمخاطر المناخية
باستخدام البيانات المناخية والتنبؤات الجوية، يمكن للمزارعين اتخاذ إجراءات وقائية ضد المخاطر المناخية مثل الجفاف أو الفيضانات. هذا يساهم في زيادة الاستقرار الإنتاجي وتقليل الخسائر
تقنيات الزراعة الدقيقة
تعتمد الزراعة الذكية على تحليل البيانات لتوجيه استخدام الآلات والتقنيات الزراعية بشكل دقيق، مثل تحديد الأماكن المثلى للري أو الزراعة بناءً على التحليل المسبق للبيانات.
القرارات المعتمدة على البيانات
تحليل البيانات الكبيرة (Big Data) يساعد في تحديد الأنماط والتوجهات التي يمكن أن تكون مفيدة في اتخاذ قرارات استراتيجية بشأن أنواع المحاصيل، مواعيد الزراعة، وأساليب الحصاد.
إدارة سلسلة التوريد
تساهم البيانات في تحسين تتبع المنتجات الزراعية من الحقل إلى السوق، مما يعزز كفاءة سلسلة التوريد ويضمن تقليل الهدر وتحسين الجودة.
النمذجة التنبؤية
بفضل النماذج التنبؤية المعتمدة على البيانات التاريخية، يمكن للمزارعين التنبؤ بإنتاج المحاصيل والأسعار الموسمية، مما يساعد في التخطيط المالي والزراعي على المدى الطويل.
من خلال ما سبق، فاننا ننتظر التوجه بشكل اكبر نحو الفهم الاعمق لدور البيانات في مواجهة التحديات المناخية والتوجه نحو العمليات المستدامة، وان لا نستخدم هذه المصطلحات بشكل عشوائي وتسويقي لغايات استقطاب التمويلات دون تحقيق الاثر، فان لم ترتبط ادارة البيانات بالانظمة الرشيقة والابتكار والابداع لن تكون سوى بعض جداول من البيانات لا تؤهلنا في اتخاذ قرار لتحديد مسارات عملنا في مواجهة التحديات المناخية وقد تؤدي دورا سلبيا في بعض الحالات
في ETA نسعى الى التعمق في تحليل البيانات ذات العلاقة بالاستدامة والتغيرات المناخية وربطها في مختلف المجالات وتطوير الاعمال المستدامة.